توالَت الأيام تفيضُ على عليٍّ (عليه السلام) بعلمِ وأخلاقِ ابن عمّهِ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، حتّى اِشتدَّ عودَه فما زال يُلازمه إلى أن بُعِث رسولًا على العالمين فكان يُسانِده في الدعوة لدينِ الإسلام.
وحينما أتمّت السيدة فاطمة (عليها السلام) بضعةُ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) التّاسعة من عمرِها، تقدَّم عددٌ من الصحابة ومن أشراف مكّة لخطبِتِها، لكنَّ النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تمنَّع عن طلبِهم لِعدَّةِ خِصال اِفتقدها في شخصيّةِ المتقدِّمين لخُطبتِها.
ذات يومٍ، قرَّرَ عليّ (عليه السلام) أن يتقدّم لخطبةِ ابنة عمِّهِ فاطمة (عليها السلام)، حيث كان وحده كُفؤًا لها.. وقد وافق النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، بعدما اِرتسمَت علامات الرّضا على وجهِ السيّدة فاطمة (عليها السلام) حينما طلب رأيّها فيه.
وهكذا زُفّت السيّدة فاطمة (عليها السلام) إلى ابن عمِّها عليّ (عليه السلام) بزفافٍ متواضعٍ كان مقدّمة لحياة مفعمة بالخير والعطاء في سبيل الله والإسلام.
(يمكن الاستفادة من الحكايا وسردها في الأنشطة الأسبوعيّة، القصص من تأليف الأخت فاطمة صباغ)