الثّبات على القول بالإمامة
"يا أيها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم"، يقول جابر الأنصاريّ عند نزول هذه الآية المباركة على نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله، سألته يا رسول الله عَرفنا الله ورسوله، فمن أولو الأمر الّذين قَرَن الله طاعتهم بطاعتك؟ قال صلّى الله عليه وآله: هم خلفائي يا جابر، وأئمّة المسلمين بعدي، أوّلهم عليّ بن أبي طالب عليه السلام ثمّ الحسن عليه السلام، والحسين عليه السلام، ثمّ عليّ بن الحسين عليهم السلام، ثمّ سَميِّي وكنيتي حجّة الله في أرضه وبقيّته في عباده ابن الحسن بن عليّ عجل الله فرجه، ذاك الّذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلّا من امتحن الله قلبه للإيمان(...).
والمغزى في ذلك أنّ المؤمنين والمؤمنات في زمن الغيبة يمرّون في ابتلاءٍ وامتحانٍ شديدَيْن، وسيتخلّى عن القول بإمامة الحجّة الكثير من النّاس، وسبب ذلك؛ كثرة الامتحانات والدّعوات مع قلّة الصّبر على طول الغيبة. وقد عبّرت الرّوايات عن الغربلة وتمحيص النّاس، إذ ستُغربل كما الحبوب ليبقى الصّالح منها والثّابت على الإمامة ويُرمى الفاسد.
فعن الإمام الصّادق عليه السلام في وصيّة النّبيّ صلّى الله عليه وآله للإمام عليّ عليه السلام:"يا عليّ أعجب النّاس إيمانًا وأعظمهم يقينًا قوم يكونون في آخر الزّمان، لم يلحقوا النّبيّ صلّى الله عليه وآله وحجب عنهم الحجّة فآمنوا بسواد على بياض ".
نسأل الله أن يجعلنا وإياكنّ مصداقًا لوصيّة نبيّ الرّحمة محمّد صلّى الله عليه وآله.