إسم الملف: |
عباد الرحمن |
إسم الورشة: |
ألطاف الولاية |
رقم المطالب المحققة في السجل: |
المطلب رقم 24 (مفهوم ولاية الفقيه مسترشدة بالآيات والأحاديث) المطلب رقم 25 (تبيّن أهمية وحدة ولاية الفقيه في الأمة) المطلب رقم 26 (تفهم أهمية الولي في قيادة وحفظ المجتمع الإسلامي) |
مدة النشاط: |
70 د |
المنصة الإلكترونية التي يمكن أن يقدم عبرها النشاط: |
واتس اب أو الزووم (الافضلية زووم) |
مواصفات المدربة: |
قائدة دليلات/ عالم دين/ مبلغة ثقافية |
أفكار لتقديم النشاط:
1_ ارسال كتيب يسألونك عن الولي، والطلب من الأفراد مطالعته، ومن ثم يتم مناقشة مضمونه وتثبيت الأمور الأساسيّة فيه.
2- تقسيم الأفراد على مجموعات، والطلب من كل مجموعة البحث عن معلومات حول موضوع معيّن من الأمور المطروحة في المطالب، ثم عرضها ومناقشتها وقت النشاط.
3- استضافة عالم دين يتم تزويده بالمطالب مسبقًا، وبعد أن يقدم ما لديه يتم فتح مجال للنقاش من قبل الأفراد، ثم تُرسل الفيديوهات المرفقة، أو يؤجل عرضها ونقاشها لوقت آخر.
4- تنفيذ فقرات النشاط كما وردت أدناه.
الفقرات |
الشرح |
المدة الزمنية |
لوازم الفقرة |
ملاحظة |
الافتتاح |
تلاوة قرآن كريم وحديث مهدوي |
٥د |
فيديو السيد القائد + الحديث |
فيديو للسيد القائد |
مفهوم ولاية الفقيه |
طرح سؤال ما هي ولاية الفقيه، ثم نقاش حول الأمر، ومن ثم عرض فيديو للشيخ أكرم بركات. |
|
فيديو للشيخ اكرم بركات |
|
دور الولي في حفظ المجتمع الإسلامي |
عرض فيديو، ثم الطلب من الأفراد تحديد دور الولي الفقيه في المجتمع، يليه تثبيت المعلومة كما وردت في المادة العلمية. |
|
فيديو؛ يا من ضلّله الإعلام |
|
أهم مواصفات الولي |
يطلب من الأفراد انشاء لوحة حائط أو تصميم بوست حول مواصفات الولي، ثم يُعرض فيديو الإمام الخميني (قدس سرّه)، ويليه تعقيب حيث يلزم. |
|
فيديو الإمام الخميني (قدس سرّه) لو بحثتم في العالم كله |
فيديو نحن أبناء الولاية اختياري |
دعاء الحجة عجل الله فرجه |
2 د |
|
|
الافتتاح:
الفقرات
المقدمة: حديثنا اليوم عن الولي الذي يقدم مقام الإمام عجل الله فرجه في غيبته والذي ينطلق من الأطروحة المسماة ب"ولاية الفقيه"
يعتبر المحقق النراقي (متوفى 1244هـ ) أول من ظهر في كلماته اصطلاح ولاية الفقيه.
سوف نعرض لآراء بعض العلماء حول ولاية الفقيه
يقول المحقق النراقي قدس سره: "إنَّ كلية ما للفقيه العادل توليه وله الولاية فيه أمران: أحدهما كل ما كان للنبي والإمام ـ الذين هم سلاطين الأنام وحصون الإسلام ـ فيه الولاية وكان لهم، فللفقيه أيضاً ذلك، إلا ما أخرجه الدليل بإجماع أو نص أو غيرهما، وثانيهما أنَّ كل فعل متعلق بأمور العباد في دينهم ودنياهم ولا بدَّ من الإتيان به ولا مفرَّ منه...".
المحقق النجفي (متوفى 1266 هـ): يقول قدس سره: "لولا عموم الولاية لبقي كثير من الأمور المتعلقة بشيعتهم معطلة، فمن الغريب وسوسة بعض الناس في ذلك، بل كأنَّه ما ذاق من طعم الفقه شيئاً، ولا فهم من لحن قولهم ورموزهم أمراً، ولا تأمل المراد من قولهم: إنِّي جعلته عليهم حاكماً وقاضياً وحجة وخليفة ونحو ذلك مما يظهر منه إرادة نظم زمان الغيبة لشيعتهم في كثير من الأمور الراجعة إليهم...".
- الشيخ الأنصاري يقول قدس سره: "وعلى أيِّ تقدير، فقد ظهر مما ذكرنا أنَّ ما دلَّت عليه هذه الأدلة هو ثبوت الولاية للفقيه في الأمور التي يكون مشروعية إيجادها في الخارج مفروغاً عنها.".
- الإمام الخميني يقول الإمام قدس سره: "ولاية الفقيه من المواضيع التي يوجب تصورها التصديق بها، فهي لا تحتاج لأية برهنة، وذلك بمعنى أنَّ كلَّ من أدرك العقائد والأحكام الإسلامية – ولو إجمالاً – وبمجرد أن يصل على ولاية الفقيه ويتصورها فسيصدق بها فوراً وسيجدها ضرورة وبديهية...".
ولم يكتفِ الإمام الخميني قدس سره بإقامة الأدلة على ولاية الفقيه، بل نجده قد أقام صرح الحكم الإسلامي، وشيَّد أركانه، وأسسَّه على مبدأ ولاية الفقيه.
الفقرة الأولى: مفهوم ولاية الفقيه
الأسلوب:
المادة العلميَّة:
معنى الولاية
ذكر علماء اللغة أنّ كلمة الولاية بما هي مشتقة من مادّة (و ل ي) تتضمّن معنيين:
الأوّل: القرب، فوليّ الميّت أقرب الناس إليه، وواليَ المدينة أقربهم لشؤون إدارتها.
الثاني: التدبير والسلطة، فوليّ الميّت إضافة إلى كونه أقرب الناس إليه، فهو صاحب التدبير والقرار فيما يخصّه من تجهيز ونحوه، ووالي المدينة هو أقرب الناس في أمور التدبير والسلطة فيها.
معنى الفقيه: الفِقه في اللغة هو عبارة عن الفهم، واستعمل في العلوم كاسم خاص بالشريعة، فعلم الفقه هو علم الشريعة. وكان المتوقّع أن يقال لكلّ عالم بالشريعة: فقيه، إلاّ أنّ صفة الفقيه أصبحت مصطلحًا لفئةٍ خاصةٍ من علماء الشريعة، وهم الذين وصلوا إلى مرحلة علميّة متقدِّمة في فهم الشريعة بحيث يستطيعون أن يستنبطوا ويستخرجوا الأحكام الشرعيّة من مداركها المقرَّرة، التي اعتبرها الفقه الشيعيّ بحسب المشهور أربعة، هي: العقل والكتاب والسُنّة والإجماع، فمن وصل إلى مرحلة القدرة على استنباط الأحكام من هذه المدارك يقال له: فقيه ومجتهد.
معنى ولاية الفقيه: بناءً على ما تقدَّم فإنّ معنى ولاية الفقيه، بشكل عام، هو أنّ الإسلام منح للفقيه نوعًا من التدبير القانونيّ والسلطة الشرعيّة على أمور تتّضح في ما يلي من أمثلة توضيحيّة حول موارد يطلق على علاقة الفقيه بها: "ولاية الفقيه".
وهكذا تكون ولاية الفقيه، التي نحن بصدد البحث عنها، هي نيابة الفقيه عن الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في قيادة الأمّة، وإقامة حكم الله تعالى في الأرض، وهذه النيابة مستمدّة منه عجل الله تعالى فرجه الشريف، وهي جذوة من نوره، وشهاب من قبسه، وفرع من فروع دوحته، لذلك عُرِّفت "ولاية الفقيه" بأنّها "حاكميّة المجتهد الجامع للشرائط في عصر الغيبة" وذلك من خلال الصلاحيّات الواسعة الممنوحة له من قبل الإمام المعصوم (عليه السلام) على مستوى البلاد والعباد."
فللفقيه العادل جميع ما للرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام، ممّا يرجع إلى الحكومة والسياسة، ولا يعقل الفرق، لأنّ الوالي ـ أيّ شخص كان ـ هو مُجري أحكام الشريعة، والمقيم للحدود الإلهيّة، والآخذ للخراج وسائر الماليات، والتصرّف فيها بما هو صلاح المسلمين"
أرشدنا القرآن الكريم إلى ثبوت ولاية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمة عليهم السلام على المجتمع وأموره وجميع ما يرتبط به. قال تعالى:﴿النَّبِيّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِم﴾(الأحزاب:6). وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ امَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾(المائدة:55). وقال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُم﴾(النساء:59)
هناك العديد من الروايات التي تشير إلى ولاية الفقيه منها:
أ- الرواية الأولى: مقبولة عمر بن حنظلة وفيها: "سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث، فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحلّ ذلك؟ فقال: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت وما يحكم له فإنما يأخذ سحتاً وإن كان حقاً ثابتاً له, لأنه أخذه بحكم الطاغوت وقد أمر اللَّه أن يكفر به قال اللَّه تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِه﴾(النساء:60).
قلت: فكيف يصنعان؟
قال: ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً فإني قد جعلته عليكم حاكماً، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما إستخف بحكم اللَّه وعلينا ردّ..."1.
والرواية سميت بالمقبولة لأن العلماء تلقوها بالقبول وعملوا بها.
إن معرفة كيفية دلالة الرواية على ثبوت الولاية للفقيه تتضح من خلال ملاحظة الاية الواردة في الرواية وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيراً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ امَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾(النساء: 58-60).
إن هذه الآيات الثلاث مترابطة في المعنى. فإن الآية تبيّن وظيفة أولي الأمر وهي الحكم بالعدل، ووظيفة الناس وهي الطاعة لأولي الأمر، ولا شك في أن أولي الأمر شامل للأئمة عليهم السلام ولكن عنوان أولي الأمر يشمل كل من كانت حكومته مشروعة ومن كان له حق الأمر والنهي. والإمام عليه السلام يبيّن في الرواية أن الفقهاء العارفين بالأحكام قد ثبت لهم هذا الحق ولذا تجب طاعتهم. وذكر الإمام عليه السلام للآية فيه إشارة إلى أن الطاعة للفقهاء هي من طاعتهم عليهم السلام وهذا يعني أن ما ثبت للأئمة من الولاية ثابت للولي الفقيه.
ب- الرواية الثانية: رواية إسحاق بن يعقوب حيث قال: سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان "...وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللَّه"2.
وقد ذكر الشيخ الأنصاري وهو أحد فقهاء الشيعة الكبار "إن المراد بالحوادث ظاهراً مطلق الأمور التي لا بد من الرجوع فيها عرفاً أو عقلاً أو شرعاً إلى الرئيس...".
الفقرة الثانية: دور الولي في حفظ المجتمع الإسلامي
الأسلوب:
المادة العلمية:
في غيبة الإمام المعصوم، لا يمكن إهمال الولاية لأنها ضرورة دينية وضرورة عقلائية في الحياة الدنيا فلا بد لكل جماعة أو أمّة من حكومة لإدارة شؤونهم، فيكون الفقيه العادل هو الولي على الأمة نيابة عن المعصوم. وبما أن الولاية هي الحاكمية والإدارة والسلطة على الأمور العامة للمسلمين، بما فيها القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.... ، وهي بمثابة الرأس من الجسد، والولي الفقيه هو الحافظ للأمة والمدافع عنها والمرشد لها في كل مجالات الحياة. وولي أمر المسلمين أو الولي الفقيه هو نائب الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) والقائم مقامه في غيبته، وهو من يتولّى منصب قيادة الأمة الإسلامية
فالولي الفقيه:
الفقرة الثالثة : أهم مواصفات الولي
الأسلوب :
المادة العلمية:
ما هي صفات الوليّ الفقيه؟
تقدّمت الصفات الثلاث للوليّ الفقيه بشكل إجماليّ، وهي: العلم بالقانون، والعدالة، والكفاءة، وهنا نفصل القول فيها:
الأولى: العلم بالقانون
من الأمور البديهيّة أنّ الحاكم الذي يحكم باسم الإسلام، أي بموجب القوانين الإسلاميّة لا بدّ أن يكون مطّلعًا على هذه القوانين، إذ كيف يحكم بدون هذا الإطلاع؟!
وإطّلاع الحاكم يكون بإحدى وسيلتين:
الأوّلى: الفقاهة والاجتهاد، بأن يكون الحاكم بنفسه قادرًا على استنباط واستخراج الأحكام الشرعيّة.
الثانية: التقليد، بأن يعتمد في معرفة تلك القوانين على أحد الفقهاء.
الفقاهة في النصّ الدينيّ
بغضّ النظر عن الدليل العقليّ ومدى صحّة دلالته على شرط الفقاهة في الوليّ، فإنّ النصوص الدينيّة التي تقدّم بعضها أفادت شرطيَّة الفقاهة في الوليّ، ونعرض منها:
مكاتبة اسحاق بن يعقوب: "أمّا الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا"، فالتعبير برواة الحديث يفيد كونهم فقهاء، لأنّ كون الإنسان راويًا للحديث لا تُعطيه مزية أن يكون حجّة الإمام المهدي |على الناس، لا سيّما أنّ هناك رواة لا يفقهون ما يحفظونه من روايات، وبتعبير بعض النصوص: "ربّ حامل فقه، لا فقه له"، وعليه لا بدّ، إضافةً إلى روايته للأحاديث أن يكون فقيهًا بها لتكون له تلك المزية.
مقبولة عمر بن حنظلة التي فيه: "فينظران من كان منكم ممّن قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا، فليرضوا به حكمًا، فإنّي جعلته عليكم حاكمًا".
إنّ هذا الحديث أوضح من سابقه من جهة كون الحاكم الوليّ فقيهًا، فهو إضافة إلى كونه راويًا للحديث، فإنَّه ينظر في الحلال والحرام، ويعرف الأحكام، أي له نظرة في ذلك، من خلالها يعرف الأحكام الشرعيّة، وهذه هي الفقاهة.
الثانية: العدالة
لكي يؤتمَن الفقيه على تطبيق الأحكام الشرعيّة على مواردها بالشكل الصحيح الخالي من النوازع الذاتية، والمصالح الشخصية، لا بدّ أن يكون عادلاً، وبتعبير الإمام الخمينيّ قدس سره: "فالحاكم إذا لم يكن عادلاً، فإنّه لا يؤمن أن يخون الأمانة، ويحمل نفسه وذريته وآله على رقاب الناس".
والعدالة بحسب تعريف الإمام الخميني قدس سره في كتاب التقليد: "عبارة عن ملكة راسخة باعثة على ملازمة التقوى، من ترك المحرّمات، وفعل الواجبات".
وقد دلَّت على شرطيّة العدالة في الوليّ عدّة روايات، منها:
-عن محمّد بن مسلم، قال: "سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: "والله يا محمّد، من أصبح من هذه الأمّة لا إمام له من الله عزّ وجل، ظاهر، عادل، أصبح ضالاًّ تائهًا".
-عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة أنّه قال: "وقد علمتم أنّه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين: البخيل، فتكون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل، فيضلّهم بجهله، ولا الجافي، فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول، فيتّخذ قومًا دون قوم، ولا المرتشي في الحكم، فيذهب بالحقوق، ويقف بها دون المقاطع، ولا المعطّل للسُنَّة فيُهلك الأمّة"
الثالثة: الكفاءة
من البديهيّ عند العقلاء اشتراط الكفاءة في الوليّ الحاكم، بمعنى القدرة التي تحتاجها قيادة الأمّة وإدارة شؤون البلاد، وهذا الشرط لا يحتاج إلى نصٍّ، بعد وضوح عقلائيّته، ومع ذلك ورد في النصوص ما يشير إليه، منها:
- عن الإمام أبي جعفر عليه السلام: قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تصلح الإمامة إلاّ لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الولاية على من يلي، حتى يكون لهم كالوالد الرحيم"1.
- عن الإمام الرضا عليه السلام: "والإمام عالم لا يجهل، ورع لا ينكل ..نامي العلم، كامل الحلم، مضطلع بالإمامة، عالم بالسياسة...".
- عن أمير المؤمنين عليه السلام: "من حسنت سياسته وجبت طاعته".
الوليّ الأكمل مقدَّم
إنّ الصفات السابقة للوليّ قد تتواجد في أكثر من فقيه، فهل تتخيّر الأمّة في اختيار من شاءت منهم، أو إنّ المتعيّن بينهم هو الأكمل والأفضل فيهم؟
تفيد جملة من الروايات أنّ الوليّ يجب أن يكون الأكمل بينهم، ونعرض منها ما يأتي:
- عن الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة: "أيّها الناس، إنّ أحقّ الناس بهذا الأمر أقواهم عليه، وأعلمهم بأمر الله فيه...".
- عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ما ولّت أمّة قطّ أمرها رجلاً، وفيهم أعلم منه، إلاّ لم يزل يذهب أمرهم سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا".
الاختتام:
دعاء الحجة عجل الله فرجه
دليلة
3089قراءة
2022-07-13 09:36:02