12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المسرح >> فن القصّ القصّ في أدب الأطفال

Facebook Twitter WhatsApp Pinterest Google+ Addthis

فن القصّ
القصّ في أدب الأطفال

 

• تعريف القصّ وأهميته وعناصره: 

القصّ (فن رواية القصص): فنٌّ من الفنون القديمة، يحكي فيه القاصّ مغامرةً أو حادثةً لأفراد عائلته أو مجموعةٍ من المستمعين، من دون أن يقرأ ذلك في كتابٍ... وآية ذلك أنّ حبّ الاستماع للقصص ميزةٌ عالميةٌ بالنسبة إلى الكبار والصغار على حدٍّ سواء... إذ غالبًا ما كان المستمعون يتفاعلون مع القصص المحكيّة بنسبةٍ كبيرةٍ؛ مثال: كان المستمعون في الحكاية الشعبيّة التي تحكي سيرة أبي زيدٍ الهلالي، ينقسمون إلى فريقين؛ فريقٌ يؤيّد أبا زيد الهلالي، وآخر يؤيّد خصومه.. وينفعل في الموقف فرحًا أو غضبًا ... لذا فإنّ بداية الانفعال الذي يظهره الأطفال المستمعون ينبغي أن تتبعه استجابةٌ لمضمون القصّة، وهو ما تطمح إليه القصّة في أدب الأطفال..
وجليٌّ أنّ هناك فرقٌ كبيرٌ بين قراءة القصّة وروايتها؛ فالقارئ يحتاج إلى التركيز المتواصل على صفحات الكتاب والكلمات المطبوعة، ولا يستطيع النظر إلى المستمعين إلا قليلًا، أمّا الراوي فبإمكانه أن يتحدّث مباشرةً ويراقب انفعالات المتلقّي، ويشاهدها، ويؤثّر التأثير المناسب... فالعمليّة تكون عندئذِ تفاعلًا قائمًا على الأخذ والعطاء، وتمنح شخصيّة الراوي وصوته بُعدًا جديدًا للقصّة، ويضفيان عليها حيويّةً، ويتمكّن المستمع من تبادل النظرات مع الراوي أثناء القصّ، ما يجعله يعيش الحادثة، وينسجم معها، فتنشأ بين القاصّ والمتلقّي علاقةٌ ودّيّةٌ... 
فالقصّ؛ فضلًا عن وظائفه في إمتاع الطفل وتفاعله، وتغذية خياله، وتنمية لغته.. يحافظ على الكلمة المسموعة، في وقتٍ أصبح التركيز فيه على الكلمة المرئيّة... 
للقصّة وسيطٌ ينقلها إلى الطفل. وقد يكون هذا الوسيط هو الراوي، أو الكتاب، أو المجلّة، أو الإذاعة، أو شريط التسجيل...إلخ.. ولكلّ وسيطٍ من الوسطاء إمكاناتٌ خاصّةٌ يمكن أن تضفي على القصّة مزيدًا من السحر والتشويق. أمّا نحن اليوم فسنتكلّم عن الوسيط الذي يهمّنا، ألَا وهو الراوي. إنّ سرد القصّة هو فنٌّ بحدّ ذاته. فالرواي، ولكي يوصل القصّة ومفاهيمها، عليه أن يبدع في عمله، متسلّحًا بمهاراتٍ عديدةٍ تتلخّص في امتلاكه للمهارات التالية:

- مهارة الوضوح في التعبير الصوتي.

- مهارة الوضوح في التعبير الجسدي.

- مهارات الملاحظة والتركيز والتحليل.

- مهارة الابتكار والتخيّل والارتجال.

فصوت الراوي ووضوحه، ونبراته التي تعلو وتنخفض، وتتلوّن بما يناسب أحداث القصّة يلعبُ دورًا كبيرًا في شدّ الانتباه وإصغاء المستمعين. كما أنّ قدرته على تقليد الشخصيّات -صوتًا وحركةً- معتمدًا على مهارة الملاحظة وتحليل الشخصيّات، ومهارة الابتكار والتخيّل والارتجال، تلعب دورًا بارزًا في مضاعفة سحر القصّة وقدرتها على شدّ الأطفال والحصول على حبّهم وتعلّقهم القويّ، وترسيخ المفاهيم في أذهانهم بشكلٍ لا تنسى بعدها أبدًا.



• أمّا عناصر القصّ فتتمثّل في:

- القصّة: يجب أن تكون القصّة مناسبةً لسنّ المستمعين وميولهم. فإذا كان المتلقّي صغيرًا، يجب على القصّة أن تكون قصيرةً، يمكن سردها في جلسةٍ واحدةٍ لا تتعدّى مدّتها عشر دقائق.. وأن تكون حبكتها واضحةٌ غير معقّدةٍ، وشخصيّاتها قليلةٌ، ذات صفاتٍ متمايزةٍ، وفيها عنصر التكرار؛ مثال: ذهب عليٌّ إلى النشاط الكشفيّ. عليٌّ التقى بالقائد مهدي. (في هذا المثل تكرّر اسم "علي" لنرسّخ في ذهن الطفل اسم الشخصيّة الأساسيّة. في قصصٍ أخرى قد نكرّر الجملة نفسها لأهميتها.


- القاص: للنجاح في القصّ متطلّباتٌ، منها: الاهتمام بالحكاية التي يُراد قصّها، والحصول على صورةٍ واضحةٍ مفصّلةٍ عن أحداثها، وتوافر الرغبة في نقلها إلى المستمع، ومن الصفات المرغوبة في القا ص: الخيال الخلّاق الذي يضفي حياةً ولونًا على القصّة، ومهارة تصوير الشخصيّات، واطّلاعٌ واسعٌ على الكتب، وثروةٌ من المفردات اللغويّة، للتعليق على أيّ شيءٍ، وموهبة التقليد، لا سيّما وصف الحيوانات أو الشخصيّات، وصوتٌ معبّرٌ يلوّن به سرده وقصّه، بحيث يعلو وينخفض بما يلائم المواقف والأحداث.. كما أنّ على القاص المبتدىء أن يبحث كثيرًا عن قصّة يستمتع هو بها، حتّى ينقل هذه المتعة إلى الأطفال.. وعلى القاص تهذيب صوته ونطقه؛ والتنفّس بطريقةٍ سليمةٍ، وتجنّب التحدّث لنفسه أو للصفّ الأماميّ فقط، والنطق بوضوحٍ، والعناية بمخرج الحروف، ومواجهة المستمعين خلال القصّ، ومن المستحسن تجنّب العامّيّة. وبإمكان القاص استخدام وسائل معيّنةٍ أثناء القصّ، كاستخدام الدمى التي تتحرّك عبر خيطان، أو التي تُلبس كالقفّازات في الي د، أو الإصبع.. لاسيّما مع الصغار جدًا. فضلًا عن توظيف الصمت بعنايةٍ، لاسيّما لحظة الصمت التي تتبع النهاية، والاستعداد للاستماع لأيّ تعليقٍ من الأطفال حول القصّة.

 
- المستمع:   ال قاص والطفل يلتقيان حول قصّةٍ تربطهما بعلاقةٍ وطيدةٍ، وكثيرٍ من حكاياتهم .. وثمّة قطاعاتٍ أخرى من المجتمع تحتاج إلى القصّ، لأنّ الأخير يقدّم لهم ترفيهًا وعلاجًا؛ كذوي الاحتياجات الخاصّة، والمرضى...

فنون
2004قراءة
2016-01-10 16:59:27

تعليقات الزوار


jawad_86