12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> كريم آل محمد(صلّى الله عليه وآله)

كريم آل محمد(صلّى الله عليه وآله)

شبيه الرّسول(صلى الله عليه وآله) خَلْقًا وخُلُقًا وهيأةً وهديًا، إحدى ريحانتيه وأحد سيدَي أهل الجنة. كان أعبد أهل زمانه وأزهدهم في الدنيا وأفضلهم وأرحمهم بالرعية. إذا ذُكِر الموت بكى، وإذا ذُكِر القبر بكى، وإذا ذُكِر البعث والنشور بكى، وإذا ذُكر الممرّ على الصراط بكى، وإذا ذُكِر العرض على الله –تعالى ذكره- شهق شهقة يُغشى عليه منها.. إنّه سبط رسول الله(صلى الله عليه وآله) الأول، إنّه الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(عليهما السلام).

الخامس عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث للهجرة:

 ولد الإمام الحسن(عليه السلام) في المدينة المنورة فكان بِكر أبويه، أخذه جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) فور ولادته فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثمّ عق عنه. أبوه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) وأمّه فاطمة الزهراء(عليها السلام). وقد كان الجدّ يحبّ حفيده حبًا جمًّا، وكثيرًا ما كان يحمله على كتفيه ويقول: " اللّهمَّ إنّي أُحبُّه فأحِبَّه". وقد كان يُكنى بأبي محمد، ويُلقّب بألقاب عديدة منها: السّبط، السيّد، الزّكي، المجتبى، التّقي..            

عبادته (عليه السلام):

  كان(عليه السلام) إذا قام للصلاة ارتعدت فرائصه بين يدي ربّه(عز وجل)، وإذا توضأ؛ ارتعدت مفاصله واصفر لونه، فسُئل عن ذلك فقال: "حقّ على كل من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله"، وإذا بلغ باب المسجد يرفع رأسه ويقول: "يا محسن قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم".

حج خمسًا وعشرين حجة ماشيًا، وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات، وخرج من ماله لله تعالى مرتين.

وكان من أدعيته(عليه السلام): ".. إلهي بك عرفتك، وبك اهتديتُ إلى أمرك، ولولا أنتَ لم أدرِ ما أنتَ، فيا من هو هكذا ولا هكذا غيره صلّ على محمد وآل محمد، وارزقني الإخلاص في عملي والسعة في رزقي، اللهمّ اجعل خير عملي آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيّامي يوم ألقاك، إلهي أطعتك ولك المنّة عليَّ في أحبّ الأشياء اليك: الإيمان بك والتصديق برسولك، ولم أعصك في أبغض الأشياء اليك: الشرك بك والتّكذيب برسولك، فاغفر لي ما بينهما يا أرحم الراحمين".

أخلاق الإمام الحسن(عليه السلام):
         إنّ الحديث عن أخلاق الإمام الحسن(عليه السلام) بحر لا ينضب، يكفي أنّه لُقِّب ب "كريم آل محمد(صلّى الله عليه وآله)"، لقد كان تعامله مع الفقراء والمساكين في غاية التواضع والرأفة والرحمة والمحبّة، ومن نماذج ذلك:

   قيل للإمام(عليه السلام): لأي شيء لا تردّ سائلاً؟ فأجاب: "إنّي لله سائل وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلاً وأردّ سائلاً، وإنّ الله عوّدني عادة أن يفيض نعمه عليّ، وعوّدته أن أفيض نعمه على النّاس، فأخشى إن قطعت العادة أن يمنعني العادة".

اجتاز الإمام (عليه السلام) على جماعة من الفقراء قد وضعوا على الأرض كسيرات وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها، فقالوا له: هلمّ يا بن بنت رسول الله إلى الغذاء، فنزل(عليه السلام) وقال: "إنّ الله لا يحبّ المستكبرين"، وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا والزاد على حاله ببركته، ثم دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم.

من حكم الإمام الحسن(عليه السلام):

"النّاس في دار سهوٍ وغفلة، يعملون ولا يعلمون، فإذا صاروا إلى دار يقينٍ، يعلمون ولا يعملون".

"تُجهل النعم ما أقامت، فإذا ولت عرفت" أي أن الإنسان لا يعرف قيمة النعمة التي بين يديه حتى تزول عنه، فإذا زالت انتبه لها وافتقدها.

السابع والعشرين من شهر صفر من عام 50 للهجرة:
      شهادة الحسن بن علي المجتبى (عليه السلام) مسمومًا على يد زوجته جعدة بنت الأشعث،  بعد أن عاش مظلومًا واستُشهد مظلومًا، والذي ولا يزال لليوم مظلومًا جرّاء تلك الأحكام المتسرعة التي أطلقها وما زال يطلقها الكثيرون على الصلح الذي وقّعه الإمام الحسن(عليه السلام) غير متفكّرين بالأسباب التي دفعته لذلك ولا محللين لها. وليس يضر الحسن(عليه السلام) شيئًا من تلك الأقاويل والأكاذيب فإنّ له من المواقف والمواهب والأهداف ما يضعه بالمكان الأسنى من صفوة (العظماء) الخالدين وهو الذي أوصى أخاه الحسين(عليه السلام) في آخر لحظاته أن يدفنه مع جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلا إذا أبى القوم ذلك فيدفنه حينها عند أمّه الزهراء(عليها السلام) في البقيع حتى لا تسفك دماء المسلمين لأجل ذلك "... فأنشدك الله بالقرابة التى قرب الله عزّ وجلّ منك والرحم الماسة من رسول الله أن لا تهرق فى أمري محجمة من دم حتى نلقى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فنختصم إليه ونخبره بما كان من النّاس إلينا". وبالفعل لمّا رفض القوم دفن الإمام الحسن(عليه السلام) عند جدّه دفنه الإمام الحسين(عليه السلام) عند أمّه الزهراء(عليها السلام) في البقيع.
 فكم نحن بحاجة إلى شخصية مثل الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) في زمن قلّ فيه الرفق بالرعية وتقديم مصالحهم على المصالح الفردية والشخصية، حكّام دأبهم اللطف برعايهم وخدمتهم.

فسلام عليك يا مولاي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيًّا.

 

 

دليلة
2139قراءة
2021-04-26 09:39:11

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا