من كرامات ومعجزات الإمام الرضا (عليه السلام)
• لترونّه عن قريب
عن الحسين بن موسى بن جعفر بن محمّد العلوي قال: كنّا حول أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ونحن شبّانٌ من بني هاشم، إذ مرّ علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رثّ الهيئة، فنظر بعضنا إلى بعضٍ وضحكنا من هيئة جعفر بن عمر.
فقال الرضا (عليه السلام): «لترونّه عن قريبٍ كثير المال كثير التبع».
فما مضى إلّا شهرٌ أو نحوه حتّى وُلّيَ المدينة وحسنت حاله، فكان يمرّ بنا ومعه الخصيان والحشم.
• لو زاد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لزدناك
عن أبي حبيب النباجي أنّه قال: رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام، وقد وافى النباج ونزل في المسجد الذي ينزل فيه الحجّاج في كلّ سنةٍ، وكأنّي مضيت إليه وسلّمت عليه ووقفت بين يديه، فوجدت عنده طبقًا من خوص نخل المدينة فيه تمرٌ صيحاني، وكأنّه قبض قبضةً من ذلك التمر فناولني، فعددته فكان ثماني عشرة تمرة، فتأوّلت إنّي أعيش بعدد كلّ تمرةٍ سنة..
فلمّا كان بعد عشرين يومًا، كنت في أرضٍ تعمر بين يديّ للزراعة، إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا (عليه السلام) من المدينة ونزوله ذلك المسجد، ورأيت الناس يسعون إليه.
فمضيت نحوه فإذا هو جالسٌ في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبي (صلّى الله عليه وآله)، وتحته حصيرٌ مثل ما كان تحته (صلّى الله عليه وآله)، وبين يديه طبقٌ خوصَ فيه تمرٌ صيحانيّ، فسلّمت عليه.
فردّ السلام عليّ واستدعاني فناولني قبضةً من ذلك التمر، فعددته فإذا عدده مثل ذلك العدد الذي ناولني رسول الله (صلّى الله عليه وآله)..
فقلت له: زدني منه يا ابن رسول الله.
فقال (عليه السلام): «لو زادك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لزدناك».
• قميصًا للكفن
عن الريان بن الصلت أنّه قال: لمّا أردت الخروج إلى العراق وعزمت على توديع الرضا (عليه السلام) قلت في نفسي: إذا ودّعته سألته قميصًا من ثياب جسده لأكفّن به، ودراهم من ماله أصوغ بها لبناتي خواتيم.
فلمّا ودّعته شغلني البكاء والأسف على فراقه عن مسألة ذلك، فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي: «يا ريان ارجع»، فرجعت.
فقال (عليه السلام) لي: «أما تحبّ أن أدفع إليك قميصًا من ثياب جسدي تكفّن فيه إذا فني أجلك؟
أوَما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم؟».
فقلت: يا سيّدي قد كان في نفسي أن أسألك، فمنعني الغمّ بفراقك.
فرفع (عليه السلام) الوسادة وأخرج قميصًا ودفعه إليّ، ورفع جانب المصلّى فأخرج دراهم فدفعها إليَّ، وعددتها فكانت ثلاثين درهمًا.
• عين الماء
عن محمّد بن حفص قال: حدّثني مولى العبد الصالح أبي الحسن موسى بن جعفر، قال: كنتُ وجماعةً مع الرضا (عليه السلام) في مفازة، فأصابنا عطشٌ شديدٌ ودوابنا حتى خفنا على أنفسنا.
فقال لنا الرضا (عليه السلام): «ائتوا موضعًا» وصفه لنا فإنّكم تصيبون الماء فيه.
قال: فأتينا الموضع فأصبنا الماء وسقينا دوابنا حتى رويت وروينا ومن معنا من القافلة، ثمّ رحلنا، فأمرنا (عليه السلام) بطلب العين، فطلبناها فما أصبنا إلا بَعرَ الإبل ولم نجد للعين أثرًا.
• ماذا يحدث لآل برمك
روي عن محمّد بن الفضل قال: لمّا كان في السنة التي بطش هارون بالبرامكة وقتل جعفر بن يحيى وحبس يحيى بن خالد ونزل بهم ما نزل، كان أبو الحسن (عليه السلام) واقفًا بعرفة يدعو ثم طأطأ رأسه فسئل عن ذلك؟
فقال: «إنّي كنت أدعو الله على البرامكة قد فعلوا بأبي (عليه السلام) ما فعلوا فاستجاب الله لي فيهم اليوم». فلمّا انصرف لم يلبث إلّا يسيرًا حتّى بطش بجعفر وحبس يحيى وتغيّرت أحوالهم.
قال مسافر: كنت مع الرضا (عليه السلام) بمنى فمرّ به يحيى بن خالد مع قومٍ من آل برمك فغطّى وجهه من الغبار، فقال الرضا (عليه السلام): «مساكينٌ لا يدرون ما يحلّ بهم في هذه السنة».
ثمّ قال (عليه السلام): «وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين (وضمّ بين إصبعيه)».
قال: مسافرٌ فما عرفت معنى حديثه حتى دفنّاه معه.
• إنّه يشتهي من هذه الدنانير
عن الريان بن الصلت أنّه قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) بخراسان وقلت في نفسي: أسأله عن هذه الدنانير المضروبة باسمه.
فلمّا دخلت عليه قال لغلامه: «إنّ أبا محمّدٍ يشتهي من هذه الدنانير التي عليها اسمي فهلمّ بثلاثين درهمٍ منها».
فجاء بها الغلام فأخذتها ثمّ قلت في نفسي: ليته كساني من بعض ما عليه.
فالتفت (عليه السلام) إلى غلامه فقال: «وقل لهم لا يغسلون ثيابي وتأتي بها كما هي»، فأتيت بقميصٍ وسروالٍ ونعلٍ.
• مات البطائني
عن الحسن بن علي الوشّاء قال: دعاني سيّدي الرضا (عليه السلام) بمرو فقال: «يا حسن، مات علي بن أبي حمزة البطائني في هذا اليوم، وأدخل في قبره الساعة ودخلا عليه ملكا القبر فسألاه من ربّك؟
فقال: الله.
ثم قالا: من نبيّك؟
فقال: محمّد (صلّى الله عليه وآله).
فقالا: من وليّك؟
فقال: علي بن أبي طالب (عليه السلام).
قالا: ثمّ من؟
قال: الحسن (عليه السلام).
قالا: ثمّ من؟
قال: الحسين (عليه السلام).
قالا: ثمّ من؟
قال: علي بن الحسين (عليه السلام).
قالا: ثمّ من؟
قال: محمد بن علي (عليه السلام).
قالا: ثمّ من؟
قال: جعفر بن محمد (عليه السلام).
قالا: ثمّ من؟
قال: موسى بن جعفر (عليه السلام).
قالا: ثمّ من؟
فلجلج.
فزجراه وقالا: ثمّ من؟
فسكت.
فقالا له: أفموسى بن جعفر أمرك بهذا؟
ثمّ ضرباه بمقمعةٍ من نار فألهبا عليه قبره إلى يوم القيامة».
فخرجت من عند سيّدي فأرّخت ذلك اليوم، فما مضت الأيّام حتّى وردت كتب الكوفيّين بموت البطائني في ذلك اليوم، وإنّه دخل قبره في تلك الساعة.
• كفّ عنه
قال أحمد بن عمر الحلّال: سمعت الأخرس بمكّة يذكر الرضا (عليه السلام) فنال منه، قال: فدخلت مكّة فاشتريت سكّينًا فرأيته فقلت: والله لأقتلنّه إذا خرج من المسجد، فأقمت على ذلك.
فما شعرت إلّا برقعة أبي الحسن (عليه السلام): «بسم الله الرحمٰن الرحيم بحقّي عليك لما كففت عن الأخرس فإنّ الله ثقتي وهو حسبي».
• أتدري ما يقول العصفور؟
عن سليمان الجعفري قال: كنت مع أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في حائطٍ له، إذ جاء عصفورٌ فوقع بين يديه، وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب، فقال لي: «يا سليمان تدري ما يقول العصفور؟».
قلت: لا.
قال: «إنّه يقول: إنّ حيّةً تريد أن تأكل أفراخي في البيت، فقم فخذ النبعة في يديك ـ يعني العصا ـ وادخل البيت واقتل الحيّة».
فأخذت النبعة ودخلت البيت، وإذا حيّةٌ تجول في البيت فقتلتها.
* النباج: اسمٌ لموضع، قال الجوهري: والنباج قرية بالبادية أحياها عبد الله بن عامر، وقال الأزهري: وفي بلاد العرب نباجان، أحدهما على طريق البصرة، يقال له: نباج بني عامر وهو بحذاء فَيْدَ، والنباج الآخر نباج بني سعد بالقريتين. انظر لسان العرب: ج2 ص372 مادة (نبج).
مهدي
2981قراءة
2016-01-18 21:20:40