القدس في فكر آية الله العظمى القائد الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظلّه)
"إن مسألة القدس هي مسألتنا القديمة، وقد قلنا مرارًا إنها مسألتنا الاستراتيجيّة؛ فنحن لا نتكلم عن القدس في وقت ما من أجل مصلحتنا، فالقدس بالنسبة لنا مثل مدينة طهران ومشهد، إنّها بيتنا، ولا ندعي ملكيّة القدس، ولا نسمح بأن يؤخذ هذا الكلام مستمسكًا على أنّ إيران تريد القدس، ويبدو أنّه قد قيل في مؤتمر "فاس" إنّ إيران تريد الاستيلاء على القدس! هم إخوتنا وهم مسلمون، ومدينة القدس لأهل القدس، وهي مدينة إسلاميّة، وكما أنّنا نعتبر مدن أصفهان وشيراز وطهران ومشهد مدنًا إسلاميّة، وعندما كانت بأيدي العدو، كنا نحاول إخراجها من سيطرته، كذلك بالنسبة لمدن فلسطين، والقدس وكلّ المدن الموجودة نشعر بأنّها مدن إسلاميّة تقع تحت سيطرة أعداء الإسلام، ويجب أن تخرج من أيديهم وتُعطى لأهلها"(1).
"الشعب الإيراني - كما كان دائمًا - يرى نفسه إلى جانب المناضلين الفلسطينيّين ويرى أنّ انتصاره ناقصٌ دون انتصار القضيّة الفلسطينيّة. والإمام الراحل العظيم منذ الأيّام الأولى لنضاله في إيران وضع المسألة الفلسطينيّة على رأس قائمة اهتماماته، وكان يتابع هذا الموضوع طوال أيام النضال، وكذلك بعد انتصار الثورة"(2).
"وطبعًا أهلها ليسوا كلّهم من المسلمين، ولكنّ أكثرهم مسلمون، ويمكن أن يتعايش المسلمون والنصارى واليهود هناك، ونعتقد بأنّ على الدول الإسلاميّة أن تقوم بحركة جديّة ضد العدوّ الصهيوني"(3).
"المحور الأساس في الانتفاضة الثانية هو المسجد الأقصى، أي أن الشرارة التي فجّرت غضب الشعب الفلسطيني هي تدنيس الصهاينة للأقصى.. والشعب الفلسطيني انطلق من إحساسه بالرسالة الخطيرة التي يحملها في حراسة واحد من أقدس الأماكن الدينيّة الإسلاميّة، ودخل الساحة بقوّة وأضرم شعلة المقاومة في النضال ضد المحتلّين الصهاينة"(4).
"إنّ الكفاح والجهاد داخل الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة سيكونان عاملين لتحقيق انتصار الثورة الفلسطينيّة وتحرير القدس الشريف وإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني الاستيطاني".
"إنّ العدو المدجج بالأسلحة الفتّاكة والمدعوم أميركيًا على مختلف الصعد قد أُنهك أمام الضربات لشباب حزب الله الذين يعتمدون قبل كل شيء على سلاح الإيمان والتضحيّة. وإنّ الشعب اللبناني برهن على أنّ لديه قدرة المقاومة ومواجهة السياسات الاستعماريّة ومخطّطات الأعداء، وإنّ الكيان الصهيوني أصبح يخشى القوى اللبنانيّة المؤمنة والمخلصة والمناضلة، ولذا فإنّه يتطلب تقويتها في مواجهة المحتلّين للقدس.
وإنّنا سنواصل الدفاع عن الطموحات الكبرى والحقّة للفلسطينيين رغم الحملة الإعلاميّة المعادية التي تتعرّض لها الجمهوريّة الإسلاميّة من قبل الاستكبار العالمي والصهيونيّة، ولن نخشى أحدًا في موقفنا هذا. وإنّ الإيمان ومواصلة الكفاح وتعزيزه داخل الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة يُعتبران عاملين أساسيّين لتحقيق انتصار الثورة الإسلاميّة الفلسطينيّة وتحرير القدس الشريف من براثن الصهيونيّة. وإنّ دعم الانتفاضة لن يتوقّف عند حدود المساندة الأخلاقيّة والسياسيّة والماليّة، بل يجب مساندة الفلسطينيّين بشكل مباشر في جهادهم ضدّ الكيان الصهيوني".
الهوامش
(1) آراء القائد الإمام الخامنئي ص 278 - 179، دار الهادي.
(2) من الكلمة التي ألقاها حول المجزرة الوحشية في الحرم الإبراهيمي.
(3) آراء القائد الإمام الخامنئي 178 - 179، دار الهادي.
(4) من الخطبة التي ألقيت في المؤتمر العالمي لدعم الانتفاضة الفلسطينية.