12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> خدمة النّاس هدف الأنبياء

خدمة النّاس هدف الأنبياء

إنّ لخدمة النّاس مكانة خاصة عند الله سبحانه وتعالى أكدت عليها الكثير من النّصوص الإلهيّة، وما إرسال الأنبياء وإنزال الكتب إلا خدمة للنّاس كما تشير إليه الآيات القرانيّة الكريمة، حيث يقول تعالى "الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج النّاس من الظلمات إلى النّور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد" فالكتاب لم ينزل إلا خدمة للنّاس ليخرجهم من الظلمات إلى النّور وقد تحمّل الأنبياء ما تحملوه من آلام ومصاعب وجهاد لتحقيق هذه الخدمة، فالأنبياء جاؤوا لخدمة البشريّة.

يقول الإمام الخميني (قدس سرّه): "إن لأولياء الله والأنبياء نفس هذا الإحساس وهو أنّهم جاؤوا لهداية النّاس وإرشادهم وأداء الخدمة لهم".
إنه لأمر عظيم هذا الّذي جاء الأنبياء لأجله وأنزلت الكتب الإلهية لتحقيقه!
لقد جاء الإسلام ليخدم النّاس ويرفع النّواقص الّتي يمكن أن تكون موجودة عندهم لاسيما لدى المستضعفين منهم الذين أُهملوا في المجتمعات البشريّة، يقول الإمام الخميني (قدس سرّه): "لقد جاء الإسلام من أجل المستضعفين وأولاهم الأهمية الأولى".
أحب الخلق إلى الله

قد يتبادر إلى الذّهن السّؤال التّالي: كيف يكون الأنبياء في خدمة النّاس وهم أفضل النّاس؟ فعندما يريد التّاجر مثلاً أن يصرف مالاً فهو يصرفه في سبيل مال أوفر وأكثر، وليس من الحكمة أن أصرف الكثير لأحصل على القليل، فكيف يصح أن نجعل النّبي يصرف طاقاته في خدمة من هو دونه؟
هذا السّؤال والاستغراب سيزول عندما نعرف نظرة الله تعالى إلى خدمة عباده. إن الله سبحانه وتعالى يحبّ خدمة النّاس ويحبّ من يخدمهم.
حيث ورد في الرّواية عن النّبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله): "الخلق كلهم عيال الله فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله".
وعن الإمام الصّادق (عليه السّلام): "سئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من أحبّ النّاس إلى الله؟ قال: أنفع النّاس للنّاس".
فالأنبياء والأوصياء أعمالهم وخدمتهم هي في طريق حبّ الله تعالى وقربه ولا تقف في خلفيتها عند الإنسان المستفيد من الخدمة فحسب "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً".

خدمة النّاس هي خدمة لله تعالى‏

إنّ حقيقة خدمة النّاس هي خدمة لله سبحانه وتعالى كما أكدت الرّوايات، فعن الإمام الصّادق (عليه السّلام): "من قضى لأخيه المسلم حاجة كان كمن خدم الله تعالى عمره"
يذكر الإمام الخميني (قدس سرّه) ذلك في كلماته حيث يقول: "ليهيئ الأحبة الأعزاء أنفسهم لخدمة الإسلام والشّعب المحروم، وليشدوا الأحزمة لخدمة العباد الّتي تعني خدمة الله".
إن حقيقة أنّ خدمة النّاس تعني خدمة الله تعالى هي حقيقة أشارت إليها العديد من الروايات عن المعصومين (عليهم السّلام).
فعن الإمام الصّادق (عليه السّلام): "من قضى لأخيه المسلم حاجة كان كمن خدم الله تعالى عمره".
فحق للأنبياء أن يفنوا أعمارهم في خدمة البشر والبشريّة ما دامت هذه الخدمة في واقعها هي محبة وقرب من الله تعالى وتحسب كخدمة له تعالى! ومن الطّبيعي أيضًا أن تنزل الكتب السّماويّة لأجل ذلك.
يقول الإمام الخميني (قدس سرّه): "لا أظن أن هناك عبادة أفضل من خدمة المحرومين".
فخدمة النّاس هي عبادة تقرب إلى الله تعالى وعلينا أن نقصد بها وجهه جل وعلا خصوصًا إذا كانت خدمة نرفع بها حرمان المحرومين ونلبي بها حوائج المحتاجين.

 

 

منقول عن كتاب خدمة النّاس في فكر الإمام الخميني قدس سرّه

دليلة
1574قراءة
2015-12-14 22:24:43

تعليقات الزوار


تدريب