ما هو الغزو الثقافي؟

هو فرض ثقافة او ثقافات معيّنة دون سواها وإستبعاد كافّة الثقافات الأخرى و تجاهلها و إعتبارها ثقافات ليس لها قيمة او فائدة و التوغل بالثقافة المفروضة فى كافة شؤون الحياة الإجتماعية، والثقافية و العلمية، والسياسية، والإقتصادية ومحاولة إخفاء وتدمير وإلغاء مبادئ وأسس الثقافات الأخرى فهو شئ مذموم غير مرغوب، و هو عملية غسيل مخ للأمة يتم خلالها إفراغ العقل المسلم من محتواه الإسلامي وشحنه بمعتقدات و أفكار جديدة تضمن إبعاد المسلمين عن دينهم و عقيدتهم بإعتبارها مصدر القوة الحقيقية التي يعتمد عليها المسلمون، وبذلك يضمن أعداء الإسلام لأنفسهم التفوق و السيطرة والهيمنة .

ما هو التفاعل الثقافي؟

هو إلتقاء ثقافتين أو أكثر واستفادة كلّ منهما من إجابيات وسلبيات الثقافة الأخرى، مما يؤدي إلى إنتقال بعض الأجزاء (الإجابية او السلبية) من إحدى الثقافات للأخرى على حسب بعض المعايير والشروط فتتلقى إحدى الثقافات بعض الأجزاء من الثقافات الأخرى على حسب ما يتناسب مع تعاليم دينها، وأخلاقها، ونظمها، وعاداتها، وتقاليدها.

الفرق بين التفاعل الثقافي والغزو الثقافي :

في مجال الثقافة، لابدّ من التّمييز بين التفاعل الثقافي ، الذي يفتح الباب أمام المسلم للاختيار بوعي من الثقافات الإنسانية الأخرى، و بين الغزو الثقافي الذي يتضمن القسر والإلزام و فرض ثقافة معيّنة ومن طرف واحد.

فالتبادل الثقافي هو انتقال الثقافات بين الأمم عبر الوسائل المشروعة و الإرادة الحرة لكلّ أمة في اختيار ما يناسبها من ألوان الثقافات، وهو خاضع لإرادة الطرفين المتبادلين بحيث يحدّد كل طرف ما يحتاجه من الطرف الآخر، ولذلك فإذن محاولة فرض ثقافة معيّنة على الأمم والشعوب رغماً عنها يخرج عن مفهوم التبادل الثقافي إلى مفهوم آخر وهو الغزو الثقافي .

إن التبادل الثقافي لا بدّ فيه من تحديد الوسائل المشروعة لانتقال الثقافات، وما لم يتم بالوسائل المشروعة فهو ليس تبادلاً ، مايميّز التبادل الثقافي أنّه يقوم على أساس مخاطبة العقل وإعطائه فرصة كاملة للنظر والفهم والحوار والنقد.

أما انتقال الثقافات عبر مخاطبة الشهوات والغرائز من خلال الأفلام والمسرحيات والروايات وغيرها من الوسائل التي تغيب الوعي والعقل، وتحاول التأثير في الإنسان ولا وعيه وتستغلّ نقاط الضّعف فيه ولذلك فإنّ الإسلام يحثّ على التبادل الثقافي السليم .