التعامل مع الطفل كثير الحركة
تعمل عوامل النمو والمؤثرات البيئية على توجيه سلوك الطفل، حيث يكتسب من النمو طاقة، ومن البيئة عادات ، فإذا استطاعت المربية، سواءً أكانت أماً أم معلمة ، تصريف هذه الطاقة بما يعود على الطفل بالنفع ، فإنها تكون بذلك قد ساهمت في بناء شخصيته بناءً سوياً ، وأما المؤثرات البيئية فإنها تحتاج إلى مراجعة مستمرة لتعزيز السلوك الإيجابي ، وتعديل السلوك السلبي ، لكن إذا لم تحسن المعلمة التعامل مع الطاقة المتولدة ومع السلوك المذموم ، فإنها بذلك قد تترك الطفل فريسة لأهوائه فيتصرف كيفما يشاء ، مما يجعله يبدو في عيون الآخرين طفلاً مزعجاً . فما المقصود بالطفل المزعج ؟ وكيف يمكن للمربية أن تتعامل مع السلوك المذموم الذي يصدر عنه ؟
يرى بعض الباحثين أن الطفل المزعج هو ذلك الطفل الذي يجد من حوله صعوبة في التعامل معه دائماً؛ فيشكو منه معلموه وزملاؤه وجيرانه وأفراد أسرته ، فهو مثير لأعصاب من حوله وبخاصة معلميه في المدرسة ووالديه في البيت
ويتفاوت سلوك الطفل في البيت عن سلوكه في المدرسة ، فقد تراه في البيت كثير الكلام والحركة يبعثر كل شيء حوله ، ويثير الفوضى في كل غرفة يدخلها ، بينما تراه في المدرسة هادئاً وديعاً منضبطاً والعكس صحيح.
لكن بوجه عام، يمكن للمهتم بسلوك الطفل المزعج أن يلاحظ لديه واحدة أو أكثر من الصفات والممارسات الآتية :
كثير الكلام والثرثرة، حيث يتحدث بصوت مرتفع ودون تركيز ، وإذا تحدث الآخرون فإنه يقاطعهم برأيه غير الناضج دون تركيز .
كثير الحركة والتخريب ، سرعان ما يبعثر الأشياء في المكان الذي يتواجد فيه .
يحشر نفسه في الأعمال والأنشطة التي يقوم بها زملاؤه وقد يتلفها .
يعاني من اضطراب في عواطفه فأحياناً تراه ضاحكاً مسروراً، وأحياناً أُخرى تراه غاضباً ثائراً ، ويكون ذلك تبعاً لشعور يعتريه، ويسبب له القلق أو الخوف .