كيف تكون الأفضل؟ قواعد عملية
باسمه تعالى

كيف تكون الأفضل؟

أفراد منضبطون

قواعد عملية تساعدك على البدء ب"من؟":

عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):" العاملُ على غير بصيرة كالسَّائر على غير الطَّريق، لا تزيده سرعة السير من الطريق إلاّ بُعدًا"1.

وظّف ولو بكفاءة متدنية، وصر على رفع كفاءته، وواصل البحث عن الأفضل: عن أمير المؤمنين علي (ع):" (...) ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختبارًا، ولا تولهم محاباة وأثرة، وتوخّ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة، والقدم في الإسلام المتقدمة، فإنّهم أكرم أخلاقًا، واصح أعراضًا، وأقلّ في المطامع أشرافًا، وابلغ في عواقب الأمور نظرًا"2.

القاعدة الأولى الأساسية لاختيار أفرادك تكمن في القدرة على توظيف العدد الكافي من الأفراد الأكفاء والاحتفاظ بهم، والقاعدة الثانية الإصرار على رفع مهارة الأفراد ذوو الكفاءة المتدنية.

عندما يتبين لك أنّك بحاجة إلى تغيير الأشخاص تصرّف فورًا: المماطلة في اتخاذ التدابير المناسبة يوقع بالظلم على الأفراد الذين بحاجة إلى تغيير، ففي كلّ دقيقة تسمح لأحدهم بالعمل تكون بذلك تسرق جزءًا كبيرًا من حياتهم، كان يمكنه أن يبحث فيه عن المكان المناسب له، وفي نفس الوقت يتساءل الفرد الكفوء متى سيؤخذ التدبير المناسب؟ ففي كلّ دقيقة تخصّص لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب تعادل أسابيع في وقت لاحق.


كلّف أفضل الأفراد بأكبر الفرص: المقصود تكليف أفضل الأفراد بأفضل ما لديك من فرص تساعدهم على التطور والتقدم، حتى يرتقوا للأفضل وللأحسن، وبالتالي سترتقي المؤسسة للأفضل بفضل هؤلاء الأفراد.

من خلال ما تقدم نستطيع القول أنّ الارتقاء للأفضل ليست وليدة الصدفة، وأن نكون أفضل ليس وليد الحظ، بل الصحيح هو أنّها وليدة الاختيار الواعي، والكفوء هو من اختار أن يكون أفضل دائمًا، وسيبقى الأفضل وسيخلف وراءه أفراد ويبقى كذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. تحرير الأحكام - العلامة الحلي - ج 1 - ص 33.
2. دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية - الشيخ المنتظري - ج 1 - ص 326.