أهميّة الصدق
إنّ من ضرورات الحياة الاجتماعيّة ومقوّماتها الأصيلة شيوع التفاهم والتآزر بين أفراد المجتمع الواحد، ليتمكنوا من النهوض بأعباء الحياة، وتحقيق غاياتها وأهدافها، لينعموا بحياة هانئة وكريمة، ملؤها المودة والسلام. وهذا لا يتحقق إلا بالتفاهم والتعاون الوثيق وتبادل الثقة والائتمان بين الأفراد. ومن البديهي أن اللّسان هو أحد أهم أداة التفاهم
والتواصل بين البشر، والترجمان العملي لأفكارهم وما يدور في خلدهم، فهو يلعب دوراً خطيراً في حياة المجتمع والأفراد. وعلى صدق اللّسان وكذبه تبنى سعادة المجتمع وشقائه، فإن كان اللّسان صادق القول، وأميناً في الشَّهادة والنقل، كان عاملاً مهماً في إرساء السَّلام في المجتمع، وزيادة أواصر التفاهم والتعاضد بين أفراده، وكان رائد خير ورسول محبة بين البشر. وأما إن كان متصفاً بالخداع والتزوير، والخيانة والكذب، غدا رائد شر، ومدعاة للتباغض بين أفراد المجتمع، وسبباً لخرابه وفساده. لذا كان الصِّدق من ضرورات الحياة الإجتماعية والفردية لما له من انعكاسات مباشرة على كلّ منها، فهو نظام عقد المجتمع السعيد والمسالم، ودليل استقامة أفراده والمؤكد على صحّة وقوة إيمانهم. لذا كان التأكيد والحث الشديد في الآيات والروايات عليه لأنّه باختصار العمود الفقري لمجتمع معافىً وسليمٍ من الأحقاد والتنازع.
منقول
دليلة
1091قراءة
2016-01-21 18:41:02