أنتظر مولاي المهدي
كيف أعدّ نفسي لنصرة صاحب الزمان عجل الله فرجه؟
أَعدَّ هؤلاء المنتظرون أنفسهم لتكون لائقةً بالتمهيد لإمامهم العظيم الذي سيحقّق حلم الأنبياء والأوصياء عبر التاريخ، وهم في دعائهم لله يردّدون" واجعلني من أنصاره"، وفي زيارتهم لإمامهم يقولون"ونُصرتي لكمُ معدَّة".
وهذا الإعداد يتمثّل بأمور، منها:
أولاً: الإخلاص لله تعالى
وهو على رأس قائمة الإعداد، فغير المخلص لله لا يملك لياقة أن يكون منتظراً، ولذلك كان الإخلاص شرطاً أساسيّاً للانتظار، كما جاء في حديث للإمام الجواد عليه السلام:".. ينتظرُ خروجَهُ المخلصونَ"6.
ثانياً: القوة
فالإمام الصادق عليه السلام يتحدّث بشكل واضح أنّ حفيده "المهديّ المنتظر ما يخرج إلّا في أولي قوّة". وهذه القوّة وإن كانت تتحقّق بالتدرّب على السلاح والقتال إلّا أنّ الأساس فيها هو قوّة القلب التي تنتج الثبات أمام كلّ الابتلاءات، من هنا ورد في وصف الذين يتشرّفون بالانتساب إلى خاتم الأوصياء في عمليّة التغيير الشاملة. "إنّ قلب رجلٍ منهم أشدُّ من زُبُرِ الحديدِ لَوْ مَرّوا بالجبالِ الحديدَ لتَدَكْدَكَتْ، لا يَكُفّونَ سيوفهُمْ حتَّى يرضَى اللهُ عزَّ وجلَّ".
ثالثاً: رجاء الشهادة
إنّ المنتظرين لإمامهم يعيشون العقيدة الحقّة باليوم الآخر الذي فيه ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهم يتعطّشون للّحوق بركب الشهداء الذي يسير في ساحة يوم القيامة بمشهد عظيم وصفهم أمير المؤمنين عليه السلام بأنّه "يستدعي تَرَجُّلَ الأنبياءِ لَوْ رَأَوْهُمْ لِما يَرَوْنَ مِنْ بَهائِهِمْ"
لذلك كان السائرون في مسيرة الانتظار، كما وصفهم الإمام الصادق عليه السلام: "يَدْعُوْنَ بِالشَّهادَةِ، وَيَتَمَنَّوْنَ أَنْ يُقْتَلوا في سبيلِ اللهِ"
رابعاً: إطاعة وليّ الأمر في غيبته
فالمنتظرون للإمام حقّاً"هم السائرون في خطّ ولايته المتمثّل بولاية وليّ الأمر الذي دعانا هو عجّل الله تعالى فرجه إلى طاعته بقوله:"أمّا الحوادِثُ الواقعةُ فارجعوا فيها إلى رواةِ حديثِنا فإِنَّهُمْ حُجَّتي عَلَيْكُمْ وأنا حُجَّةُ اللهِ".
لذا ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم:"طوبى لِمَنْ أدركَ قائمَ أهلِ بيتي وَهُوَ مُقْتَدٍ بهِ قبلَ قيامِهِ يتولّى ولِيَّه ويتبرَّأ من عدُوِّهِ"
إستنتاج
الإعداد لظهور الإمام يكون بالإخلاص، وبإعداد القوّة، وبرجاء الشهادة، وبإطاعة أولي الأمر في غيبته.
دليلة
1138قراءة
2016-01-30 14:41:54