الإمام علي الهادي (عليه السلام)
الولادة المباركة للإمام علي الهادي (عليه السلام)
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
كانت هذه الآية الكريمة نبراساً لأئمة الهدى ومصابيح الأمّة في سعيهم وعملهم، فقد عملوا بها وعلّموا الناس، وأرشدوهم لما فيه هدايتهم، وما فيه رضى الله ورسوله، وبيّنوا لهم شرف العمل وقيمته من خلال الارتباط بالأرض، والقيام بزراعتها وإصلاحها، كما عملوا بأيديهم في غرس الأشجار، فكانوا نموذجاً للمزارعين العاملين في رعاية الأرض والاستفادة من خيراتها. وكانت المزارع التي أنشاها الإمام الكاظم عليه السلام خير مثال على ذلك. فقد أنشأ عدّة مزارع منها مزرعة «صريا» بالقرب من المدينة المنوّرة، وقد تعهّدها بعده الأئمة الأطهار من ولده عليهم السلام، وقد أحب الإمام الجواد هذه المزرعة حبّاً جمّاً، وقضى فيها معظم أوقاته عاملاً ومزارعاً ومرشداً، وخصّص فيها لزوجته الثانية «سمانة» منزلاً أقامت فيه، وتحوّلت «صريا» بفضل جهوده إلى ضيعة يتردّد عليها محبّو الإمام وأنصاره، وفي هذه المزرعة ولد الهادي عليه السلام وأسموه عليّاً.
أمضى عليّ الهادي طفولته بهدوء إلى جوار أمّه وأبيه، وبين الفلاّحين العاملين في المزرعة، وفي أحضان الطّبيعة أطلق بواكير تأمّلاته في عظمة الخالق. لكنّ الأيام الهادئة لم تطل، فقد استقدم أبوه إلى بغداد بأمر من المعتصم العباسيّ. وغادر «صريا» مخلّفاً فيها ولده الهادي وأمّه سمانة، وكانت هذه الرحلة إلى بغداد آخر عهده بالمزرعة ومن فيها. فقد استشهد عليه السلام ودفن في الكاظميّة قرب بغداد، وكان قبل سفره قد أوصى بالإمامة لابنه الهادي عليهما السلام، وكان للهادي من العمر ست سنواتٍ.
رد مع اقتباس
مهدي
2237قراءة
2016-01-18 22:07:23
H@ss@n @l @w@d |