12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الصلاة >> آداب المسجد

آداب المسجد

استحباب الصلاة في المسجد :

ورد الحث العظيم على حضور المساجد ، فمن كان القرآن حديثه ، والمسجد بيته ، بنى الله له بيتاً في الجنة . وإن من اختلف إلى المسجد أصاب احدى الثمان : أخاً مستفاداً في الله ، أو علماً مستطرفاً ، أو آية محكمة ، أو يسمع كلمة تدل على هدى ، أو رحمة منتظرة ، أو كلمة ترده عن ردى ، أو يترك ذنباً خشية أو حياء . وإن الرجل إذا تعلق قلبه بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، يظله الله في ظله يوم لاظل إلا ظله . وإن بيوت الله في الأرض المساجد ، فطوبى لمن تطهر في بيته ، ثم زار الله في بيته ، وحق على المزور أن يكرم الزائر . وإن من مشى إلى المسجد لم يضع رجلاً على رطب ولايابس إلا سبحت له الأرض إلى الأرضين السابعة . وإنه ما عبد الله بشيء مثل الصمت ، والمشي إلى بيته . وإن من مشى إلى مسجد من مساجد الله فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات ، ومحي له عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات . وإن أحب البقاع إلى الله المساجد ، وأحب أهلها إلى الله أولهم دخولاً وآخرهم خروجاً منها .

يتأكد الفضل في حق جار المسجد ، وحده إلى أربعين داراً ، وقد ورد أنه لاصلاة مكتوبة لجار المسجد - في حال صحته وفراغه من الأعذار - إلا في المسجد . وقيل : بإن الصلاة في المسجد فرادى أفضل من الصلاة في غيره جماعة .

أما النافلة ، ففضلها في السر عليها علانية كفضل الفريضة على النافلة . كما إن الأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها ، وقد ورد أن خير مساجد النساء البيوت . وإن صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل صلاتها في الجمع خمساً وعشرين درجة . وإن صلاتها في مخدعها ، أفضل من صلاتها في بيتها ، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في الدار .

ثم إن صلاة الرجل في المسجد الأعظم الذي يكثر اختلاف عامة أهل البلد إليه بمائة صلاة ، وفي مسجد القبيلة الذي لا يأتيه إلا طائفة من الناس كمساجد محاليل البلد ومساجد القرى بخمس وعشرين صلاة ، وفي مسجد السوق الذي لايأتيه غالباً إلا أهل السوق بإثني عشر صلاة .

فضل المسجد وآدابه :

اعلم أن المسجد هو المكان الموقوف على عامة المسلمين للصلاة ونحوها من العبادات ، ولو وقف المكان على خاص منهم لزم الوقف مع اجتماع شرائطه .

وفي جريان أحكام المسجد عليه تردد ، والإجراء أحوط . ولا يجري شيء من الأحكام حتى ثواب المسجد على ما يتخذه في داره مصلى لنفسه خاصة ، أو لأهل الدار من دون وقف ، حتى ورد الإذن في جعله كنيفاً ، وإن كان نفس اتخاذ ذلك مسنوناً كما عرفت في المقالة الأولى .

يستحب اتخاذ المسجد ، وفيه فضل عظيم ، إذ قد ورد أن من بنى مسجد في الدنيا أعطاه الله يوم القيامة بكل شبر منه - أو قال بكل ذراع منه - مسيرة أربعين ألف عام ، مدينة من ذهب وفضة ودر وياقوت وزمرد وزبرجد ولؤلؤ . ويكفي في ذلك أقل مسماه ، حتى ورد أن من بنى مسجداً كمفحص قطاة بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة . ومن ذلك نصب أحجار وتسوية الأرض للصلاة ولو في الصحراء .

ويعتبر فيه صيغة الوقف ، فلا تكفي صلاة مسلم فيه من دون صيغة . نعم لو أنشأ صيغة الوقف كفى الاتيان بصلاة واحدة من مسلم قبضاً في ذلك .

ما يقال عند دخول المسجد :

" بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وخير الأسماء كلها لله توكلت على الله ولاحول ولا قوة إلا بالله ، اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح لي أبواب رحمتك وتوبتك وأغلق عني أبواب معصيتك واجعلني من زوارك وعمار مساجدك وممن يناجيك في الليل والنهار ومن الذين هم في صلاتهم خاشعون وأدحر عني الشيطان الرجيم وجنود إبليس أجمعين " .{مفاتيح الجنان }

ما يقال عند الخروج من الدار للذهاب إلى المسجد :

"بسم الله الذي خلقني فهو يهديني والذي هو يطعمني و يسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين و الذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي " . {مفاتيح الجنان}


مكروهات المسجد :
منها: زخرفتها وتمويهها بالذهب ، ونقشها بالصور ، كما تكره الصلاة في مثل ذلك المسجد . وقيل : بالحرمة في الموضعين ، وهو أحوط ، لكن الأول أظهر . وليست من النقش كتابة الآيات والأخبار واسماء الله والرسل والأئمة (ع) على الجدران .

منها : تعليتها أزيد من سبعة أذرع أو ثمانية .

منها : أن يعمل لها شرف .

منها : أن يعمل فيها المقاصير التي أحدثها الجبارون للامامة فيها ، ومثلها المحراب الداخل تمامه في الحائط.

منها : أن يجعل المسجد طريقاً بالدخول من باب والخروج من آخر ، بعنوان الطريقية .

منها : البيع والشراء فيها ، وفي حكمه سائر المعاملات ، كالاجارة وغيرها .

منها : تمكين المجانين والصبيان منها .

منها : تعريف الضوال فيها .

منها: إقامة الحدود فيها إذا لم تستلزم تلويث المسجد بالدم ونحوه ، وإلا حرمت .

منها : رفع الصوت فيها بغير الأذان والوعظ وتعليم الاحكام .عن أبي ذر ، عن رسول الله (ص) في وصيته له قال : يا أبا ذر الكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة . يا أبا ذر من أجاب داعي الله وأحسن عمارة مساجد الله كان ثوابه من الله الجنة ، فقلت : كيف يعمر مساجد الله ؟ قال : لا ترفع الأصوات فيها ، ولايخاض فيها بالباطل ، ولا يشترى فيها ولا يباع ، واترك اللغو ما دمت فيها ، فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك .
منها : انشاد الشعر إلا شعر الحكمة والموعظة وتعزية المعصومين (ع) .

منها : اللغو و الخوض بالباطل وذكر الدنيا فيها .

منها : عمل الصنائع فيها حتى بري النبل.

منها : سل السيف فيها .

منها : النوم فيها ، وتشتد الكراهة في المسجدين الأعظمين ، سيما لغير الغريب .

منها : دخول من في فيه رائحة الثوم والبصل و..نحوهما من الروائح المؤذية فيها .

منها : التنخم والبصاق فيها سيما في جهة القبلة . والمكروه إنما هو إخراجهما إلى أرض المسجد لا مجرد إخراجهما إلى فيه مع وضعهما في خرقة معه أو ردهما إلى جوفه تعظيماً لحق المسجد ، وقد ورد أن من تنخع في المسجد أو بصق ثم رد ذلك إلى جوفه تعظيماً لحق المسجد جعل الله ريقه صحة في بدنه ، وقوة في جسده ، وكتب له بها حسنة ، وحط عنه بها سيئة ، ولم تمر بداء في جوفه إلا ابرأته . وإن من وقر بنخامته المسجد ، لقى الله يوم القيامة ضاحكاً قد أعطى كتابه بيمينه . ولو تنخع في المسجد أو بصق فكفارته دفنه بالتراب .

منها :قتل القملة على قول جمع ، والمروي عن أبي جعفر (ع) أنه كان إذا وجد قملة في المسجد دفنها في الحصى .

منها : كشف العورة فيها مع الأمن من المطلع ، وإلا حرم ، بل يكره كشف السرة والفخذ والركبة فيها .

منها : الرمي بالحصى فيها ، فإنها تلعن الرامي حتى تقع .

منها : رطانة الاعاجم فيها ، والرطانة -بكسر الراء وفتحها -والتراطن كلام لايفهمه الجمهور ، وإنما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة .

منها : الخروج منها بعد سماع الإقامة ، وقد ورد أن من سمع النداء في المسجد فخرج من غير علة فهو منافق ، إلا أن يريد الرجوع إليه - يعني قبل فوت الجماعة .

الأنشطة الثقافية
1738قراءة
2016-01-07 09:00:32

تعليقات الزوار


أكرم النجفي