لا عذر لتارك الصّلاة

قال الله تعالى في محكم كتابه:

وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ

[التغابن : 11]

إذا اتجهت إلى الله وصليت ودعيت، استجاب الله لدعائك ويسر أمورك.

الله الله في الصلاة.

فالصلاة عامود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها.

إنّ الإنسان المؤمن يدرك أن الصلاة حياة الإنسان وبرنامجه ورحلته على الصراط المستقيم، فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا شعر بضيق في صدره، يقول: "يا بلال أرحنا"، فيؤذّن بلال ويقيم الصلاة، فيصلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فينشرح صدره.

وكان الإمام علي (عليه السلام) يقول: "الصلاة مثل النهر الجاري أمام دار الرجل، يغتسل فيه خمس مرات في اليوم، فما عسى أن يبقى على جسمه من أدران؟".

فالصلاة معراج المؤمن إلى السماء، وهي التي تربطه بالله، فلا يجوز تركها في أي حال من الأحوال. للصوم شرط أساسي هو الصحة، وللحج شرط هو الاستطاعة. أما الصلاة فالمؤمن مكلف بها مريضاً كان أو صحيحاً، واقفاً أو قاعداً، حتى لو كان مشرفاً على الغرق فهو يستطيع أن يصلي بعينيه.

لماذا

لأنّ الصلاة صلة بين الله والإنسان، فكيف للإنسان أن يقطع هذه الصلة

فالله الله في الصلاة...

هذه زينب (عليها السلام) ما تركت الصلاة في أحلك الأوقات. لقد رآها الإمام زين العابدين (عليه السلام) تصلي ليلة الحادي عشر من محرم من جلوس. فقال لها (عليه السلام): عمة، تصلين من جلوس.
فقالت العقيلة (عليها السلام): لا طاقة لي على القيام يا ابن أخي.

والإمام الحسين (عليه السلام) صلى في يوم عاشوراء تحت وابل من السهام والرماح.

هل تعرف أيها المؤمن أنك إذا نهضت في الفجر وتوضأت وصليت وقرأت القرآن، كانت كل حوائجك في ذلك النهار ميسرة ومقضية؟

إن صلاة الصبح تشحنك بطاقة كبيرة من الإيمان والاستعداد للخير. أما إذا تقاعست واستسلمت للنوم حتى الضحى، فإن أعمالك لا تتيسر. وقد يسأل سائل فيقول: وأولئك الكفرة ألا تتيسر أعمالهم؟ قد تمشي أعمال الكفرة، لكن بصعوبة.

أخي المؤمن...

كلما صليت زادك الله إيماناً وهدى، فيمتلئ قلبك نوراً وحكمة. أما الذي يدير لله ظهره، فإن الله يدير عنه وجهه فيقع فريسة بيد الشيطان.
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى

[طه : 124]