لو صلّى جميع البشر وصاموا لما زادوا في ملك اللَّه شيئاً، ولو أنهم ارتكبوا المعاصي بأجمعهم لما نقضوا من ملك اللَّه شيئاً فكل نفع أو ضرر يعود على الإنسان نفسه.
ومع أنّ الأمر والنهي من أجل مصلحة الإنسان إلا أنه قد روعي فيها جانب العدل أي أنها بمقدار قدرة الإنسان وطاقته بل أقل من ذلك. ونقرأ في دعاء العديلة.
(لم يكلف الطاعة إلا دون الوسع والطاقة) فمع أن الإنسان قادر على أكثر من هذا إلا أن التكاليف وردت بأقل من ذلك وكمثال على ذلك لاحظوا هذه الصلاة اليومية وهي سبع عشرة ركعة فما أسهلها على الإنسان وبإمكانه أن يطيل فيها أو يختصرها، فلو أن اللَّه تبارك وتعالى أوجب عليه مائة ركعة لكان قادراً على الإتيان بها إلا أن لطف اللَّه اقتضى أن تكون التكاليف سهلة وخفيفة كمّاً وكيفاً.
وقد وردت في الروايات أن الإمام (ع) نهى عن نذر تكاليف بأن يوجب الإنسان على نفسه صلاة بواسطة النذر لأنه قد صعب على نفسه ما سهله اللَّه له.
لقد جعل صلاة الليل مستحبة حتى لا يشق ذلك على أحد مع أن الفائدة منها كبيرة جداً فكل إنسان يصل إلى أي مقام معنوي فهو ببركة صلاة الليل، وفي بداية الإسلام كان من الواجبات أن يقضي المسلم قسماً من الليل بالعبادة ولكن اللَّه عزَّ وجلَّ سهله بعد ذلك للمشقة والعسر على بعض الناس كالمريض والمسافر ورفع ذلك الوجوب ليكون سهلاً على الجميع.
إذن فقد روعي في التكاليف جانب العدل. (التوحيد والعدل للشهيد دستغيب، ص94).
دليلة
1386قراءة
2015-12-14 22:48:53