تحننوا على أيتام الناس!
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا تَأْخُذُ وَتُعْطِي، وَعَلَى مَا تُعَافي وَتَبْتَلي، حَمْداً يَكُونُ أَرْضَى الْحَمْدِ لَكَ، وَأَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَيْكَ، وَأَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَكَ، حَمْداً يَمْلأُ مَا خَلَقْتَ، وَيَبْلُغُ مَا أَرَدْتَ، حَمْداً لاَ يُحْجَبُ عَنْكَ، وَلاَ يُقْصَرُ دُونَكَ، حَمْداً لاَ يَنْقَطِعُ عَدَدُهُ، وَلاَ يَفْنَى مَدَدُهُ.
في كل مجتمع وعند كل قوم، توجد طبقة ضعيفة من الناس تحتاج إلى العناية والرعاية، تسمى"الأيتام".
وقد أوصى الإسلام مؤكَّداً برعاية اليتيم.
إهتمام الإسلام بالأيتام:
اهتم الإسلام بـ"الأيتام" اهتماماً مميّزاً، وتعلقت بهم أحكام شرعية وآدابٌ سَنِيّة... في حفظهم وحفظ أموالهم، وفي حبهم وتربيتهم وخدمتهم وإفراحهم... بعدما فقدوا السَّـند الأكبر، والأسـاس الأعظم لمصدر معنـويـاتهم وعاطفتهم، فجاءت الشريعة المقدّسة لتؤكد على وجوب الاعتناء بهم، بل أُخذت المواثيق على ذلك... بل هدَّدت من يعتدي عليهم ويأكل أموالهم.
قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) (البقرة: 83).
وقال الله ربي جل جلاله: (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) (البقرة: 177).
وقال عزّ من قائل: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) (البقرة : 220).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله كما روي عنه: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما".
وعن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : "مَن وضع يده على رأس يتيم ترحُّماً ، كانت له بكل شعرة تمر يده عليها حسنة".
وأتى النبيَّ صلى الله عليه وآله رجل يشكو قسوة قلبه، قال: "أتحب أن يلين قلبُك وتُدركَ حاجتَك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعِمْه من طعامك يلِنْ قلبُك وتُدرَك حاجتك".
وكان الإمام علي عليه السلام يوصي ولاته بقوله: تعهّد أهل اليتم وذوي الرقّة في السنّ ممن لا حيلة له، ولا ينصب للمسألة نفسَه، وذلك على الولاة ثقيل، والحق كله ثقيل، وقد يخفّفه الله على أقوام طلبوا العافية فصبّروا أنفسهم، ووثقوا بصدق موعود الله لهم.
وكان الإمام يتعهد الأيتام والأرامل، ويقوم بخدمتهم..
وكان ذلك منه اقتداءً برسول الله، حيث كان الرسول صلى الله عليه وآله لا تخلو داره من يتيم، وكان يقول: "خير بيوتِكم بيتٌ فيه يتيم يُحسن إليه...".
وعن ابنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وآله قالَ: "مَنْ قَبَضَ يَتِيماً مِنْ بَيْنِ المُسْلِمينَ إلىَ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ أَدْخَلَهُ الله الجَنَّةَ البَتَّةَ إلاَّ أَنْ يَعْمَلَ ذَنْباً لا يُغْفَرُ له".
حفظ أموال اليتامى
قال سبحانه: ( وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ )(الانعام: 152)
جعل الإسلام أنظمة خاصة وقوانين، لحفظ أموال اليتامى وعدم التفريط بها، أو أكلها ظلماً... وذلك حتى يبلغوا ويرشدوا فتُعطى إليهم أموالهم كاملة مع الزيادات والنماءات المتصلة والمنفصلة وأرباح التجارات... كما نصّ على ذلك الفقهاء رضوان الله عليهم... كلّ ذلك طبعاً بعد امتحانهم لمعرفة صلاحهم في استلام أموالهم، وفي ذلك قال بعض الفقهاء: "لو احتمل حصولَ الرشد للصبي قبل بلوغه، يجب اختبارُه قبله، ليُسلـّم إليه مالَه بمجرد بلوغه، لو آنس منه الرشد".
الأنشطة الثقافية
1277قراءة
2016-01-07 13:26:53