منقذ البشريّة
نعيش اليوم في مجتمعٍ يرقب شعلة النّور المنبلجة من خلف غمائم الظّلام. ومن بين قحطٍ وجفاف، نرقب زهرةً تنبئنا بالحياة لينبض القلب بها من جديد، وتنهض من سباتها العميق.
ظلمٌ وظلام، وجورٌ من الحكّام. نعيش اليوم عصر ظلمات الجهل والإنحراف، الفقر والحرمان، الجور والضّلالة، في غابةٍ يخاف فيها الفقير من الغنيّ، والضّعيف من القويّ، في غابةٍ تفقد الأمن والأمان، تحكمها قوانين جائرة هي أصل كلّ الفساد.
عينٌ على الأفق ترتقب بصمت، وقلبٌ مجرّدٌ من كلّ صوت، وأنينٌ يعلو؛ ضاقت بنا الصّدور، فمتى اللّقاء يابن البدور. كلّ العيون شاخصة نحو شذرة الأمل تلك، بل نحو أمنية كلّ مؤمنٍ بالخلاص واحتضان الأب الحنون. هو ليس بعيد، بل ملاصقٌ لكلّ ما يدور، يتألّم لما يحلّ بنا، ويدعو الله لأجل خلاصنا.
وارتفعت يد المحبّ نحو السّماء لتقول: ربّاه ضاقت بنا الصّدور، فمتى يسطع عصره- أفضل العصور-، ومتى يزهر عصر العلم والنّور، متى تطمئنّ الأمّة، ومتى يرحل الفقر عنّا، متى يزول الحرمان، متى تنقلب الأحزان أفراحاً، وجحيم الحياة نعيماً، متى يتبدّل الذّبول المستولي على الوجوه إلى نضارة، متى يرتفع الخوف ويسود الأمان، متى تخيّم العدالة، متى يتبخّر الظّلم ولا نرى ظالماً ولا مظلوماً، متى تتحقّق أمنية المسلمين باليوم الموعود، متى يعمّ السّلام وينتشر الإسلام، متى يُحَقّ الحَقّ وييحقّق وتُطبّق ثمرة الإسلام وأحكامه الإلهيّة، متى تُملأ الأرض عدلاً فقد والله ملئت ظلماً وجوراً ... فنحن التّائقون لدولة العدل المهدويّة، الّتي فيها إصلاح البشريّة، وموطن الحرّيّة. وهو الأب الحنون الرّؤوف العطوف، هو من المجتمع، وللمجتمع، ولأجل المجتمع. هو ليس نسياً منسيّاً، بل هو نداء الملايين، ومهوى أفئدة الأجيال، ومحطّ أنظار الأمم، ومعتقد آمال الشّعوب، ومحقّق حلم الأنبياء. هو منقذ البشريّة "أبا صالح المهدي (عج) ".
تنمية مجتمع
1248قراءة
2016-01-06 12:49:11