دور الشباب في فكر الإمام الخميني (قده)
دور الشباب
لا شك أن للشباب دوراً أساسياً في حياة المجتمعات وتوجهاتها، والمجتمع الذي يفتقد شبابه الحيوية هو مجتمع ميت، لذلك أكد الإمام على تفعيل دور الشباب وركز على العديد من النقاط بعد الحث على اغتنام هذا العمر المهم من حياة الإنسان.
اغتنام عمر الشباب
تبدأ مسيرة الشباب من خلال فهم أهمية هذه الفترة الزمنية من عمر الإنسان ودورها الكبير في صناعة شخصية الإنسان وتشكيل وجه المجتمع عموماً، يقول الإمام:
"أنتم الآن بما أنه هذه النعمة، لديكم نعمة الشباب، فاعرفوا قدرها ولا تهدروا هذه النعمة"1.
ويقول قدس سره:
"أنا هنا أوصي شباب بلدنا، هؤلاء الرأسمال والذخائر الإلهية العظيمة، وهذه الورود المعطرة وبراعم عالم الإسلام، أن اعرفوا قدر وقيمة لحظات حياتكم الحلوة، وجهزوا أنفسكم لمبارزةٍ علمية وعملية كبيرة حتى الوصول إلى أهداف الثورة الإسلامية العالية"2.
ولاغتنام الشباب جهاته المختلفة:
فيكون في العلم:
"يجب عليكم أنتم من الآن حيث أنتم شباب أن تحصّلوا المباني العلمية، المباني الفقهية، وفي ذلك الوقت، في آخر الأيام الأشياء التي تم تحصيلها، في ذلك الوقت تعطي أغصانها وأوراقها الثمار، في ذلك الوقت استفيدوا منه، ولكن إذا تركتم وهدرتم هذه النعمة، فلن تنجحوا بعد ذلك"3.
ويقول قدس سره:
"الحياة في عالم اليوم، هي الحياة في مدرسة الإرادة، وسعادة وشقاء أي إنسان ترتبط بإرادة نفس هذا الإنسان، إذا أردتم أن تكونوا أعزاء ومرفوعي الرأس فيجب أن تستفيدوا من الشباب، تحركوا بإرادتكم وعزمكم الراسخ نحو العلم والعمل وكسب العلم والمعرفة، فالحياة تحت مظلة العلم والمعرفة جميلة إلى حد، والأنس بالكتاب والقلم والمدخرات هي تحتوي مليئة بالذكريات وخالدة إلى حد أنها تزيل جميع المرارات والمآسي الأخرى"4.
ويكون في العبادة:
"ذهبت أيام الشباب فبعد ذلك لا تخالوا أنكم تستطيعون ترك العبادة والتحصيل لآخر العمر؛ في آخر العمر الإنسان لا يستطيع العبادة، ولا يستطيع التحصيل، ولا أفكاره أفكار قوية مستقيمة كي يستطيع إدراك المطالب"5.
ويكون في إصلاح النفس:
"أنتم الشباب يجب أن تبدؤوا من الآن بهذا الجهاد، لا تدعوا قوى الشباب تذهب من أيديكم، بقدر ما تذهب قوى الشباب من يد الإنسان تزداد جذور الأخلاق الفاسدة فيه، ويصير الجهاد أصعب.
أنتم الشباب المستعدون الآن للجهاد، في سبيل صناعة أنفسكم يجب البدء من هذه السنين بصنع أفرادٍ يخلصون بلداً.إذا صنعتم أنفسكم وزرعتم الفضائل الإنسانية في أنفسكم، في ذلك الوقت ستكونون منتصرين في جميع المراحل"6.
تأثير الشباب
إن لعمر الشباب أثره الكبير على كل المسيرة الإنسانية، ولفعالية الشباب تأثير كبير على مجمل المجتمع، وصموده في وجه المخاطر والتحديات:
"ونحن نواجه أيضاً أفراداً منحرفين سلكوا إلى مراكز التربية والتعليم، وبإعطاء المجال لهم يكون خطر انحراف الشباب والبراعم كبيراً حيث أنه سمح اللَّه مع انحراف وخضوع أولادنا لثقافة الغرب أو الشرق، فإن جميع أبعاد المجتمع إما أن تخضع وتستسلم للغرب أو الشرق، وستذهب جميع مساعي وجهود الأمة ودماء شبابنا وأعزائنا هدر"7.
"أولئك الشباب الذين هم حقاً بحسب خطتهم ( الأعداء ) يجب أن يكون لديهم تلك المفاسد وتلك الأدمغة، تحولوا دفعةً واحدة إلى أدمغة نورانية، إنسانية إسلامية، ولو لم يحصل ذلك لما استطاعت هذه الأمة تحطيم هذه القوة العظمى وهذه القوى الشيطانية"8.
"إن الشباب الملتزم في طول التاريخ وخصوصاً الجامعيين المسلمين في الجيل الحاضر وجيل المستقبل.هؤلاء هم الذين يستطيعون بالتزامهم وسلاحهم واستقالتهم وصبرهم أن يكونوا سفينة نجاة الأمة الإسلامية وبلدانهم، وهؤلاء الأعزاء هم الذين يكون استقلال وحرية ورقي ورفعة الأمم مرهوناً بجهودهم"9.
"نحن مدينون لجهودكم أنتم وأعزائكم، وكل شعب إيران مدينون لهؤلاء الشباب الذين أوصلوا الثورة بقبضاتهم المشدودة إلى هنا، وهم مجدداً مستعدون... هؤلاء هم الذين أوصلوكم إلى هذه المساند، لو لو يكن هؤلاء، لما كنت أنا هنا ولا أنتم ولا أولئك هناك"10.
دور الشباب
يقول الإمام الخميني قدس سره:
"أنتم الشباب أنفسكم الذين تستطيعون أن تقوموا بكل الأعمال.أنتم شباب في أي مكانٍ كنتم يجب أن تفكروا بمستقبل بلدكم، ومن اللازم أن تتقدموا إلى الإمام مع خصوصيتين الاتكال على اللَّه تبارك وتعالى، والثقة بالنفس، وسترون بعد مدة قصيرة أن طريق السعادة قد انفتح لكم"11.
ما هو دور الشباب والهدف الذي يمكن أن يحققوه من خلال تفعيل قدراتهم وطاقاتهم التي أودعهم الله تعالى إياها؟ يمكن التركيز على الأمور التالية :
التوعية
إن التوعية هي مهمة أساسية على الشباب أن يقوموا بها، التوعية من جميع الجهات.
فهناك التوعية التي تتعلق بالمجتمع الإسلامي نفسه:
"الأمل أن لا يعمل الجيل الشاب الذين لم يصلوا إلى برودة وكسل أيام الشيخوخة، على أن يوقظوا الشعوب بأي وسيلة ممكنة، بالشعر، بالنثر، بالخطابة، بالكتاب وما يوجب وعي المجتمع، حتى في الاجتماعات الخاصة، وأن لا يغفلوا عن هذه الوظيفة"12.
"إن توجّه الجيل الشاب إلى معرفة وتعريف صورة الإسلام الواقعية موجب للتقدير.نحن اليوم وظيفتنا قبل أي شي ء أن نفشل اعلام سنوات عديدة للأجانب وعملاء الاستعمار.أنتم جيل الشباب وظيفتكم أن توقظوا المتغربين، وأن تعلنوا فجائع حكوماتهم المضادة للبشر وفجائع عملائهم على الملأ، وأن تسمعوا المجتمعات عموماً وأبناء الإسلام خصوصاً كيفية حكومة الإسلام، وأن ترصوا صفوفكم"13.
وهناك توعية لها علاقة بكشف حيل ومكائد الأعداء لمواجهتهم:
"أنتم الشباب ذوي القلوب الطاهرة مسؤولون عن توعية الناس بالمقدار الممكن وبأية وسيلة ممكنة، وأن ترفعوا الستار عن الحيل المختلفة للنظام، وأن تعرفوا العالم على الإسلام دين العدالة"14.
وهناك توعية تتعلق بتعريف المجتمعات الأخرى بالإسلام بالشكل الصحيح:
"عليكم أنتم يا شباب الإسلام الأعزاء، الذين أنتم أساس أمل المسلمين من اللازم عليكم أن تعملوا على توعية الشعوب وأن تفضحوا خطط المستعمرين المشؤومة والمدمّرة.كونوا أكثر جدية في التعرف على الإسلام تعلموا تعاليم القرآن المقدسة، واعملوا بها، واسعوا بكمال الاخلاص في نشر وتبليغ وتعريف الإسلام للأمم الأخرى، وفي تقدم شعارات الإسلام الكبرى"15.
الدفاع عن الإسلام
إن الإسلام بما يمثله من طريق حق، يمثل على الدوام أمل الصالحين والصادقين والمستضعفين، وهو في نفس الوقت تهديد لكل قوى الاستكبار والتسلط والانحراف، لذلك كان على الدوام محل استهداف وهجوم الطواغيت محاولة منهم في إسقاط وجه العدالة لضمان مزيد من ظلمهم وتسلطهم، فعلى الشباب أن يتحملوا مسؤولية الدفاع عن الإسلام في مواجهة كل التحديات المفروضة:
"ذكروا أصدقائي الأعزاء الطبقة الشابة، العلماء، الجامعيين، التجار، المزارعين وسائر الطبقات، أن القوة التي أعطاكم اللَّه تعالى إياها أنفقوها في سبيل رضاه.أنتم الآن تمتلكون قوة الشباب العظيمة وتستطيعون أن توصلوا الإسلام وبلدكم إلى أوج العظمة والرفعة، وأن تقطعوا يد المجرمين عن البلدان الإسلامية وبلدكم"16.
"إن حس المسؤولية لدى الجيل الشاب، وجهودهم الخالصة في سبيل الدفاع عن الإسلام ونواميس القرآن المجيد هي محل تقدير وأمل"17.
"أنتم الأعزاء والشباب الكرام يجب أن تعلموا أن حفظ وحراسة الإسلام والدين الإسلامي ودين الحق من أكبر الطاعات فمن بداية العالم إلى الآن بذل الأنبياء العظام والأولياء الكبار صلوات الله عليهم أجمعين جهوداً مضنية في سبيله، ولم يتوانوا عن أي تضحية"18.
الدفاع عن البلاد والأمة بالإضافة إلى الدفاع عن الدين كمشروع ومفاهيم... هناك أرض وموارد ومصالح وأمن... أيضاً لا بد من الدفاع عنها لكي لا تكون لقمة سائغة للطامعين:
"إن الشباب الملتزم في طول التاريخ وخصوصاً الجامعيين المسلمين في الجيل الحاضر وجيل المستقبل.هؤلاء هم الذين يستطيعون بالتزامهم وسلاحهم واستقامتهم وصبرهم أن يكونوا سفينة نجاة الأمة الإسلامية وبلدانهم، وهؤلاء الأعزاء هم الذين يكون استقلال وحرية ورقي ورفعة الأمم مرهوناً بجهودهم"19.
"الأمة يجب أن تشكركم أنتم الشباب في جميع أنحاء البلد الذين أنتم حراس الأمن الداخلي... "20.
"ما دمتم أنتم الشباب اليقظون من شرائح الأمة الكبيرة حاضرين في الميدان بهذا الشوق والشعور، فلن يصل إلى البلدان الإسلامية أي ضرر"21.
خدمة المجتمع
إن للمجتمع متطلبات يتطلع لمن يؤمنها له، وبرامج الدولة في كثير من الجوانب تكون غير كافية، والشباب هم أفضل من يستطيع خدمة المجتمع وسد هذا الفراغ:
"على شباب البلد أن يقوموا بالحراسة جميعاً، وأن يمنعوا الفساد الذي يقوم به هؤلاء ( جماعة المنافقين) أن يحرسوا المحاصيل التي جمعها الناس بمهجهم، يحرسوا البساتين التي أحدثها الناس.حراسة كل شيء هي على عاتقكم، لا تتكلوا على الدولة فقط.لا تتكلوا على قوات الشرطة هم مشغولون بالخدمة، أنتم أيضاً كونوا مشغولين بالخدمة، والجميع معاً نضع أيدينا بأيدي بعض ونخدم الإسلام والمسلمين"22.
الجهاد
إن الجهاد الذي باب خاصة أولياء الله والذي هو سبب عزة ونصر الأمة، رواده الأساسيون هم الشباب، فبهمتهم وجهادهم تتحقق مصالح الأمة وينتصر الإسلام.
"إن أمةً يصلي شبابها صلاة الليل في الجبهات، ويجاهدون في سبيل اللَّه، ويرون هذا الجهاد فخراً لهم، لم يشغلهم طلب فرص الحياة والاسترخاء، يمضون ليلهم ونهارهم في المتراس في ذاك الطقس الحار ومع انعدام الماء، وفي تلك الشدّة، ويتقدمون إلى الإمام... من يريد أن يقف في مقابل هذه الأمة؟!"23.
"يا أعزائي الشباب، احملوا القرآن بيد وباليد الأخرى السلاح، ودافعوا عن كرامتكم وشرفكم حتى تسلبوا منهم قدرة التفكير في التآمر عليكم.رحماء مع أصدقائكم ولا تقصروا بإيثارهم بكل ما لديكم كونوا واعين فعالم اليوم هو عالم المستضعفين، وآجلاً أو عاجلاً سيكون النصر لهم، وهم وارثوا الأرض والحكام بأمر اللَّه"24.
"نحن لدينا أمل أن يكون شبابنا في هذه الأوقات كما كانوا منذ البداية، وأن يذهبوا إلى الحرب، لايصال الإسلام إلى النصر، وإخراج الإسلام من شر القوى الكبرى الأجنبية والأفكار المنحرفة الداخلية الموجودة في داخل البلدان الإسلامية"25.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش
1- صحيفه نور، ج1، ص 233.
2- صحيفة نور ج 20 ص 173.
3- صحيفة نور، ج 1، ص 233.
4- صحيفة نور ج 21، ص 26.
5- نفس المصدر.
6- جريدة اطلاعات 23 ـ 11 ـ 61هـ..ش.
7- صحيفة نور ج 15، ص 161.
8- بحثاً عن الطريق في كلام الإمام، ج 22، ص 189.
9- صحيفة نور، ج 15، ص 162.
10- صحيفة نور، ج 5، ص 253.
11- صحيفة نور، ج 18، ص 146.
12- صحيفة نور، ج 1، ص 149.
13- نفس المصدر، ج3.
14- نفس المصدر، ج1، ص 220.
15- جريدة اطلاعات، 29 ـ 9 ـ 61 هـ. ش.
16- صحيفة نور، ج 1، ص 161.
17- جريدة جمهوري اسلامي، 29 ـ 1 ـ 61.
18- بيان الإمام بمناسبة الذكى السنوية لتعبئة المستضعفين، 3 - 9 - 1360 هـ. ش.
19- صحيفة نور، ج 16، ص70.
20- جريدة اطلاعات، 29 ـ 9 ـ 1361هـ. ش.
21- بيان الإمام بمناسبة الذكرى السنوية لتعبئة المستضعفين، 3- 9 - 1360.
22- صحيفة نور، ج12، ص63.
23- خطاب للإمام بتاريخ 8 ـ 4 ـ 1360هـ. ش.
24- صحيفة نور، ج12، ص19.
25- صحيفة نور، ج20، ص65.
مهدي
2146قراءة
2016-01-21 20:00:21
doha tarhini |